…استرح

اعترف أحد قرّاء “معجزة كلّ يوم” أنّه يشعر بضغوطات كبيرة فيما يتعلّق بمشاريع حياته. شاركني الصعوبة التي تواجهه في البقاء هادئًا وواثقًا: “غالبًا ما أنسى أنّ لله خطّة لحياتي قبل أنْ أقرّر وضع أيّ خطّة لها. أميل كثيرًا لأن أضع ضغوطًا على نفسي: يجب أنْ أنجح مهما كان الثمن وبتوقيتي أنا، وأخيرًا، ينتهي بي المطاف مُحبطًا لأنّ الأمور لا تجري بحسب تخطيطي لها. غالبًا ما يتكدّس الفشل وأدرك أنّي لم ألتفت إلى الله ولم أسلّمه مشاريعي وخططي قبل أنْ أتصرّف.. أودّ أنْ أقنع نفسي أنّ عند الله مُسبقًا خططًا كاملة لي لأقوم بها، فلا داعي أنْ أقلق… أعلم أنّه يجب أنْ أثق به ولكنّي أجد صعوبة في فعل هذا.”

صحيح أنّ طبيعتنا تميل للتخطيط والتحكّم بكلّ شيء. نضع الخطط وأحيانًا ننسى ما هو أساسيّ: ننسى أنْ نسأل إنْ كان هذا ضمن مشيئة الله. ولسوء الحظّ، لا نتردّد ونختار طريقًا آخر عندما نفشل. لا نأخذ الوقت الكافي لنتنشّق الهواء أو بالأحرى لأن نطلب مشيئة الله.

في هذا السباق السريع، أودّ أنْ أشجّعك بأن تُبطئ خطواتك لدقائق قليلة وخُذ وقتك لتعيد التفكير بما يحدث….

لماذا لا تقضي الآن بضع دقائق لكي تستريح؟ يدعوك الله نفسه لكي تفعل هذا من خلال هذه الكلمات: “كفّوا (أي اهدأوا) واعلموا أنّي أنا الله.” (انظر الكتاب المقدّس، مزمور 46: 10)

لماذا لا توقف كلّ شيء لدقائق قليلة قبل أنْ تبدأ من جديد؟ أدعوك أنْ تسترح مُستخدمًا الخطوات التالية…

• ● أطفئ جهاز التلفون أو اجعله صامتًا…
• ● تنشّق الهواء بهدوء وأرح عضلاتك…
• ● اهدأ من الداخل، اجعل أفكارك تهدأ وحوّلها نحو يسوع رئيس السلام.
• ● ثمّ ارفع صلاة لله وسلّمه كلّ ما يُثقل كاهلك.

اعلم أنّه الله وأنّه فوق كلّ شيء وأنّ حياتك بين يديه…

لاحظت أنّ هذه “الطريقة” تنجح جيّدًا معي، وأنا متأكّد أنّها ستكون فعّالة في حياتك أيضًا… حين أسترح للحظات قليلة، ينتعش جسدي ويختفي التوتّر والقلق من قلبي… حين أفعل هذا، ألاحظ أنّ غضبي نحو الشخص الآخر يختفي وفي أغلب الأحيان أشعر بمحبّة تجاهه.

خُذ وقتكن لك تهدأ. يدعوك الله أنْ تتوقّف وتتذكّر أنّه الله في كلّ حالة تمرّ بها.

لن ينتفع جسدك الذي هو هيكل الروح القدس من هذا فحسب، بل قلبك أيضًا حيث يسكن يسوع!

ليكن نهارك مباركًا مليئًا بالسلام.