قيمة الصمت

إن كنت تستخدم الهاتف الذكيّ مثلي، فأنت تعلم أنّه عليك أن تعتاد على غلق التطبيقات وإلا سينتهي الأمر وهاتفك مليء بعشرات التطبيقات المفتوحة في الوقت نفسه… وهذا الأمر يستنزف طاقة البطاريّة ويُبطء الهاتف.

الأمر نفسه يحدث في أدمغتنا: أحيانًا نفكّر بأفكار كثيرة في الوقت نفسه… وليس من السهل أن تبقى مُركّزًا على فكرة واحدة.

تصلنا تنبيهات كثيرة كلّ دقيقة عدا الرسائل الإلكترونيّة التي تملأ صندوق البريد. غالبًا ما لا نعرف أين نبدأ… وتؤكد الإحصائيات أنّه لم يسبق أن كان عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مرتفعًا جدًّا أكثر من عصرنا هذا.

كلّما تعرفتُ على كلمة الله، أُعجبتُ أكثر بصلتها الهائلة بعالمنا اليوم. هذا ما يقوله الله ليشوع عن كلمته:

“لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلًا لكي تتحفّظ للعمل حسب كلّ ما هو مكتوب فيه، لانّك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح.” (يشوع 1: 8)

“تلهج”… قد تبدو هذه الكلمة صعبة بالنسبة إلينا خاصّة حين تعصف الأفكار داخل أدمغتنا بسرعة آلاف الأميال في الساعة!

واليوم، أودّ أن أشجّعك على ممارسة الصمت. الكلّ يضجّ من حولنا ونرى الكثير من الصور ونسمع ضجيجًا كثيرًا. والله يدعوك لكي تتعلّم كيف تصمت أمامه، وكيف تهدأ لكي تسمعه همساته تُخبرك عن مدى محبّته لك.

يريد الروح القدس أن يُخبرك أمورًا كثيرة،… هل ستُغلق التطبيقات كلّها لكي تقدر أن تستقبل كلمته بالكامل؟