ماذا لو دامت المدرسة طوال حياتك؟

هل تعرف كلمات هذه الأغنية القديمة: “تنتهي المدرسة في الصيف، فهل ستنتهي الى الأبد؟” ولكن ماذا لو دامت المدرسة طوال أيّام حياتك؟ أنا وزوجتي نعرف صديقة لديها مكتبة مليئة بالكتب المسيحّية المشجّعة وأغلب الكتب التي فيها تتكلّم عن الزواج وتربية الأولاد. وحين سألناها أين وجدت كلّ هذا الوقت لتقرأ كلّ هذه الكتب أجابت قائلة:

“أنهيت دراساتي واستحصلت على شهادة جامعيّة ثم وجدت وظيفة… ولكن دعوتي الأولى هنا على الأرض هي علاقتي مع زوجي وأولادي. لقد تعلّمت 5 سنوات لكي أجد وظيفة، فلماذا لا أثقّف نفسي بموضوع الزواج والحياة العائليّة؟ وبما أنّ هذا الموضوع هامّ بالنسبة إليّ، فأنا أجد له الوقت لكي أقرأ كتبًا تعلّمني ماذا يعلّم الكتاب المقدّس حول هذه المواضيع.”

يقضي بعض الأشخاص 20عامًا من حياتهم وهم يستكشفون من خلال الظروف الصعبة التي تصيبهم أنواعًا مختلفة من الأمور: الغفران، التدبير المالي، الصحّة، حياة الكنيسة، القيادة، بناء العلاقات، الكرازة… قضى هؤلاء الأشخاص سنوات طويلة وهم يختبرون هذه الأمور ثم يتكلّمون عنها بحكمة سماويّة فيسجّلون أفكارهم أو يضعونها في كتب مسيحيّة.

فلماذا نحرم أنفسنا من هذه الحِكَم؟ أنا شخصيًّا أحبّ الكتب وأتعلّم من الآخرين الذين لمس الله حياتهم بشكل قوي. هذه الكتب تباركني وتجعلني أنمو. ولكنّي أعترف أنّ الكتاب المقدّس هو أهمّ هذه الكتب.

أتركك مع هذا المقطع من الرسالة الى أهل أفسس: “وهو أعطى البعض أن يكونوا رُسلًا، والبعض أنبياء، والبعض مبشّرين والبعض رعاة ومعلّمين، لأجل تكميل القدّيسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح. إلى أن ننتهي جميعنا الى وحدانيّة الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح.” (الكتاب المقدّس، أفسس 4: 11-13)

بنعمته، رأى الله مُسبقًا أنّنا سنكون عائلة كبيرة نبني بعضنا من خلال مواهبنا المختلفة. أنت جزء من هذه العائلة الكبيرة أيضًا. صلاتي أن تكتشف أنت أيضًا موهبتك وان تستخدمها في بناء جسد المسيح.