!كيف هي نظرتك نحو الآخرين

هل تستمتع بالجلوس في شرفة المقهى ومراقبة المارّة؟ في بعض الأحيان لا يسعنا إلّا أن “نضحك” بلطف على الطريقة التي يرتدي بها السائحون ملابسهم أو يمشون بها. كلّ هذا ليس ضارًا حقًا حتى يصبح عادة: الميل إلى انتقاد الآخرين بسهولة والحكم عليهم.

واليوم يذكّرنا الكتاب المقدّس أنّه: “… من فضلة القلب يتكلّم اللسان.” (اقرأ متى 12: 34)

ماذا لو كانت الأشياء التي ننتقد الآخرين عليها ليست أكثر من انعكاس لحياتنا؟ نعم، ما نلاحظه في الآخرين يكشف في الواقع ما نحن عليه، ويكشف عن جانب معيّن من شخصيّتنا.

قال أحدهم ذات مرّة: “عندما تشير بإصبعك إلى شخص آخر، فأنت في الواقع تشير بثلاثة أصابع أخرى إليك مباشرةً.”

في مرحلة ما من حياتي، كنت أميل إلى انتقاد الآخرين بدون أن أدرك أنّ ذلك يعكس حالة قلبي. إلى أن جاء يوم…

عندما كنت جالسًا على خشبة المسرح في الكنيسة التي كنت أرعاها، وصلت مبكّرًا قليلًا وشاهدت الناس وهم يجلسون في مقاعدهم، فبدأت أرى عيوبَهم:

• “آه، هذا الشخص يتذمّر باستمرار،”
• “إنّها مزعجة،”
• “إنّه يُصلّي بصوت صاخب،” الخ.

عندها صحّح الروح القدس ما كنت أفعله قائلًا لي: “ماذا تفعل يا إريك؟ إذا رأيت الآخرين من خلال عينَيك البشريّة، فلن ترى سوى جزء من الواقع. انظر إليهم كما أراهم أنا: أنظر إليهم كأولادي الأحبّاء، مع الإمكانات التي وضعتها فيهم، والمصير الذي صمّمته لهم… ” على الفور طلبت من الربّ أن يغفر لي، وتغيّرت وجهة نظري.

بصدق، سهولة الحكم على الآخرين أظهرت لي أنّ لدي مشكلة هويّة يجب حلّها. كنت بحاجة لرؤية نفسي كما يراني الله. منذ تلك اللحظة، تمكّنت من رؤية الآخرين كما يراهم الله.

إن كنت تميل لإدانة الآخرين بسهولة، أدعوك أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة:

• كابن لله، كيف تنظر الى نفسك؟
• ما هي هويّتك في المسيح؟
• برأيك، ماذا يريد الله أن يغيّر فيك؟

أرجو أن يُنيرك الروح القدس ويرشدك بينما تفكّر في هذه الأسئلة.

أدعوك للصلاة معي… “يا ربّ، أسألك أن تسامحني على انتقادي للآخرين بسهولة. أشكرك على محبّتك وقبولك لي كما أنا ومن أجل تحويلي وفقًا لإرادتك. ساعدني أن أرى الآخرين من حولي بالطريقة نفسها التي تراها. باسم يسوع، آمين.