إذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه؟

“الملح جيّد، ولكن، إذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه؟ ليكن لكم في أنفسكم ملح…” (الكتاب المقدّس، مرقس 9: 50)

يسوع هو حقًّا ملح الأرض، ولأنّه كذلك نحن أيضًا مثله. هل يفقد الملح نكهته؟ ليس بالعادة إذا كان ملحًا حقيقيًّا. ولكن لم يكن من غير المألوف في زمن يسوع أن يختلط الملح بأمور أخرى ويتلوّث.

على الملح أن يكون نقيًّا وأصليًّا وأنت كذلك فعلًا. أنتم أنقياء بسبب الكلمة التي تكلّم بها يسوع لكم. (انظر يوحنا 15: 3)

كان الملح يُستخدم كعملة تجارية. في الواقع، إن كلمة راتب باللغة الإنكليزيّة (salary) مُشتقة من كلمة “ملح” (salt). “…لأنّ أجرة الخطيّة هي موت، أمّا هبة الله فهي حياة أبديّة بالمسيح يسوع ربّنا.” (رومية 6: 23)

إنّها حياة مليئة بالنكهة التي يريدنا يسوع أن نحظى بها. حياة وفيرة تُحدث فرقًا في حياة الآخرين.

للملح العديد من الصفات التي يرغب يسوع أن يجدها فينا:

• يعطي الملح نكهة، فعند وضعه في الطعام، يعزّز الملح نكهته. نحن مدعوّون لإعادة طعم الحياة لأولئك الذين فقدوها.
• الملح يجعل الناس يعطشون. قال يسوع: طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ. كان يسوع يُملّح حياتنا ويجعلنا نعطش إلى الله. لأنّنا نعطش إلى الله، نجعل الآخرين أيضًا يعطشون له.
• يحافظ الملح على الأطعمة ويمنعها من التلوّث. “الحصول على الملح” يعني المثابرة في حياة الطاعة لكلمة الله ورفض كلّ أشكال التلوّث أو الفساد.
• الملح يُنقّي مثل المطهّر أو المبيّض. في الواقع، المبيّض مصنوع من الملح. يُقاس محتوى الملح لدينا من خلال ذوقنا للعيش في حياة تمجّد الله. يسمّي الكتاب المقدس هذا بالتقديس أو القداسة، التي بدونها لن يرى أحد الله.

يمكن ترجمة عبارة “بلا ملوحة” إلى “يُصبح أحمقًا”. ما يعنيه يسوع بهذا هو أنّه سيكون من الحماقة أن تصبح مؤمنًا ولكن ليس تلميذًا. سيكون من الحماقة القول إنّك مسيحيّ لكنّك لا تحمل صليبك. ومن الغباء القول إنّك تتبعه بدون أن تتخلّى عن نفسك. العيش بدون نكهة هو التباهي بالحكمة بينما يصبح المرء في الواقع، أحمقًا.

إذا شعرت أنّك فقدت ملوحتك، فاعلم أنّ يسوع لم يفقد ملوحته. من خلال الارتباط به والجلوس في محضره، يمكنك أن تتجدّد. يمكنك أن تقول له كما قال داود: “قلبَا نقيًّا أخلق فيّ يا الله، وروحًا مستقيمة جدّد في داخلي.” (مزمور 51: 10)

بموجب الناموس، يجب أن تكون الذبائح الحيوانيّة مصحوبة بالملح. ولكن تحت قانون النعمة، يجب أن يصاحب الملح حياتنا. أنتم ملح الأرض.